بمناسبه ذكرى معركة "جنين".. نموذج يحتذى به في الوحدة والمقاومة..

بمناسبه ذكرى معركة "جنين".. نموذج يحتذى به في الوحدة والمقاومة..

الاعلام الحربي – جنين:

في
مثل هذا الوقت من كل عام يعود الفلسطينيون بذاكرتهم إلى المعركة الخالدة
في أزقة وحواري مخيم جنين (2002م)، والتي خاضتها المقاومة الفلسطينية خلف
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. تلك المعركة
شارك فيها الأشبال والنساء والمقاتلين معلنين بأن الدم قانون المرحلة، وأن
دم الشهادة سيظل دومًا المنتصر على سيف الجلاد وغطرسة القاتل.

لماذا جنين ؟

لم
يكن اختيار مخيم جنين ليكون ساحة المعركة الأشرس التي خاضتها قوات
الاحتلال الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية مطلع انتفاضة الأقصى اعتباطا،
فقد أدرك المحتل أن كل حجر داخل المخيم يقف استشهاديا ينتظر لحظة الانفجار
في وجه بني صهيون، حيث كان يطلق على المخيم اسم "عاصمة استشهاديي سرايا
القدس" التي تؤرق الكيان وتزرع الرعب في أوصال قادته ومستوطنيه.

ويسجل
لجنين شرف إخراج أضخم العمليات الاستشهادية والفدائية التي نفذتها سرايا
القدس والمقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الحالية، فكانت عمليات
"بنيامينا، والخضيرة الأولى والثانية، وسبارو، ونهاريا، وحيفا، ويافا، وتل
الربيع، والقدس"، والقائمة تطول... ولذلك قرر العدو تدمير المخيم على رؤوس
ساكنيه؛ لاستئصال روح المقاومة التي كانت ولا زالت تسري في كل زقاق من أزقة
المخيم، فإذا بالمقاومين ينتفضون ويحيلوا حجارة المخيم إلى قنابل تنفجر في
جنود الاحتلال ومدرعاته موقعين قتلى وجرحى بالعشرات في صفوفهم، قبل أن
يقوم الاحتلال باتخاذ قرار بتدمير وتجريف منازل المخيم منزلا بمنزل،
وارتكاب مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية على مدار التاريخ، إلا أن
المقاومة لم تتراجع وظلت قابضة على السلاح وعينها ترتقب لحظة الانفجار
القادم في عقر الكيان.

قادة المقاومة

كان
المقاومون في المخيم يسطرون أروع ملاحم البطولة على غرار قائدهم الأكبر
الشيخ عز الدين القسام؛ فهم رفضوا الاستسلام والخضوع لأوامر قوات الاحتلال
الصهيوني، فأعلنوا خيارهم.. إما نصرا أو استشهادا، فقد كان قدوتهم المجاهد
عز الدين القسام الذي واجه مع رفاقه جنود الاحتلال البريطاني واختار
الاستشهاد على الاستسلام للبريطانيين.

وكان
الشيخ رياض بدير من قادة الجهاد الإسلامي في طولكرم يشارك إخوانه
المجاهدين في المخيم رغم إصابته في اجتياح مدينة طولكرم، حيث قال حينها
لإخوانه بأنه جاء من مدينة طولكرم إلى جنين القسام ليقاتل فيها حتى الشهادة
أو النصر المبين. وعندما طُلب منه مغادرة المخيم أبى وقال مقولته الخالدة:
"لم آتِ إلى هنا لأعود.. لقد جئت لمقاتلة اليهود والظفر بالشهادة".

وكان
الشيخ القائد محمود طوالبة قائد سرايا القدس وقائدا للمعركة يسجل فيها
أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء، فنصب الكمائن لقوات الاحتلال ليقتل
منهم عشرات قبل أن يرتقي شهيدا مخضبا بمسك الشهادة. وكان الشهيد يوسف ريحان
الشهير بأبي جندل -قائد قوات الأمن الوطني- يعلن الثورة في المخيم رافضا
كل أوامر قيادة السلطة الفلسطينية بالخروج من المخيم والعزوف عن القتال في
المعركة، فجسد ملاحم التحدي والمواجهة في وجه قوات الاحتلال.

وكان
الأسرى قادة السرايا ثابت المرادوي والحاج علي الصفوري أصحاب الدور الأبرز
في نسج خيوط وخطط المعركة ضد قوات الاحتلال، قبل أن تتمكن الأخيرة من
اعتقالهم بعد محاصرتهم في أحد المنازل عقب نفاد ذخيرتهم خلال المعركة.

عمليات مشتركة

وقد
تجسدت وحدة المقاومة في معركة المخيم الخالدة؛ حيث شارك المقاومون من
مختلف الفصائل في الدفاع عن المخيم، مؤكدين حقهم في المقاومة وإصرارهم على
دحر المعتدين، فشكلوا لذلك الغرض خلايا ومجموعات مشتركة لإعداد وزراعة
العبوات الناسفة التي أعاقت كثيرا تقدم قوات الاحتلال وأربكت مخططاتها،
وذلك باعتراف قادة الاحتلال: "نحن لا نجرؤ على التنقل والحركة في المخيم
بسبب وجود عدد كبير من العبوات الناسفة في كل زاوية من زوايا المخيم".

كذلك
شكلت المقاومة مجموعات مشتركة من القناصة والاستشهاديين، حيث تمكن عدد من
المجاهدين من تفجير أجسادهم وسط جنود الاحتلال، موقعين عشرات القتلى
والجرحى؛ الأمر الذي زاد من رعب الجنود وذعرهم من كل شيء متحرك داخل المخيم
الذي تحول بفعل إصرار المقاومة وثباتها لكتلة من لهب وشظايا تحرق جنود
المحتل.

الوحدة صنعت الانتصار

بدوره
أكد الشيخ بسام السعدي -القيادي في حركة الجهاد الإسلامي- في تصريحات له
بأن معركة مخيم جنين تجلت فيها وحدة المقاومة الفلسطينية والتي عبرها صنع
الانتصار العظيم، مشددا -في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي لحركة الجهاد -
على أن معاني الوحدة والصبر يجب أن تخرج الشعب الفلسطيني من حالة الانقسام
النكد الذي يعصف بالقضية الفلسطينية. واستذكر الشيخ السعدي في الذكرى
التاسعة للمعركة أبطالها الميامين مشيدا بدورهم في المقاومة وتجسيد مرحلة
ة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني.

ومن
جهته دعا الشيخ خضر عدنان -القيادي في حركة الجهاد الإسلامي- المقاومة
الفلسطينية لترتيب صفوفها من ، والاستعداد لجولة ة من القتال على
طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني السليب. وأكد الشيخ عدنان أن العدو لا
يفهم سوى لغة القوة، ولا يؤمن بما يسميه البعض "سلاما" أو مفاوضات ولا حتى
تهدئة.

ومن
الجدير ذكره بأن الذكرى التاسعة للمعركة التي استمرت على مدار أسبوعين منذ
أواخر آذار/ مارس 2002م تأتي في ظل الانقسام الفلسطيني، حيث قدّم خلالها
المخيم ثمانية وخمسين شهيدا من أبنائه المجاهدين، عوضا عن جرح واعتقال
المئات وتدمير (455) منزلا تدميرا كاملا، و(800) منزل بصورة جزئية، فيما
اعترف العدو بمقتل وجرح عشرات من جنوده وتدمير عدد من المدرعات والجيبات.

» مدينة جنين الفلسطينية,تاريخ وحضارة مدينة جنين الفلسطينية
» في ذكرى الحرب.."الجهاد" تؤبن شهيدين بخانيونس مؤكدةً استعدادها لمواجهة العدو الصهيوني
» بعد أن حاصرت السلطة منزله ولاحقته أمس ... العدو يعتقل المجاهد "عثـمان زايــد" أحد قادة السرايا في جنين